قطر تؤكد على التزامها بتحقيق سلام عادل يحفظ الحقوق المشروعة للفلسطينين

اكدت مريم أحمد الشيبي، القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية، وفد دولة قطر المشارك في الاجتماع العاشر للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية وسفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي، الذي عُقد في بروكسل أمس.
ناقش الاجتماع مسار الحوار العربي–الأوروبي وسبل تعزيز قنوات التشاور السياسي والأمني في ظل التطورات المتسارعة إقليمياً ودولياً. وتم خلاله استعراض أبرز القضايا ذات الأولوية المشتركة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى جانب مستجدات الأوضاع في سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن وانعكاساتها الإنسانية والأمنية، فضلاً عن متابعة قضايا الأمن في البحر الأحمر، والأمن المائي، والهجرة واللاجئين والنازحين، والأزمة الأوكرانية وتداعياتها على الأمنين الإقليمي والدولي.
وفي هذا السياق، أكدت مريم الشيبي، في مداخلتها، التزام دولة قطر الراسخ بمواصلة جهودها الدبلوماسية والإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني، مشددة على أن الحوار والحل السياسي هما السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وتحقيق سلام عادل وشامل.
واستعرضت الجهود القطرية المتواصلة في الوساطة بالتنسيق مع كل من جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسفرت عن تفاهمات وهدن سابقة، وعمليات لتبادل الأسرى والرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن قمة شرم الشيخ للسلام مثّلت محطة فارقة أسفرت عن اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة.
كما أعربت “الشيبي” عن تقدير دولة قطر للشركاء الإقليميين والدوليين على تعاونهم، مؤكدة التزام الدوحة بمواصلة العمل من أجل تحقيق سلام عادل ومستدام يحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وشددت على أن الجهود الإنسانية لا تنفصل عن الحلول السياسية، وأن إنهاء معاناة الفلسطينيين يتطلب وقف العدوان وتحركا دوليا عاجلاً لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
وأضافت أن دولة قطر ستظل متمسكة بنهجها كدولة وساطة وصانعة للسلام، تكرّس قيادتها الرشيدة جهودها في حلّ النزاعات بالطرق الدبلوماسية، وفي تخفيف معاناة الأشقاء في قطاع غزة، وتهيئة الظروف الملائمة لعودة النازحين إلى أراضيهم.
وفيما يتعلق بتطورات الأزمة الروسية–الأوكرانية، أكدت مريم الشيبي أن دولة قطر تبنّت منذ اندلاع الأزمة موقفاً ثابتاً يقوم على تغليب الحلول السلمية والدبلوماسية، قائلة:
“آمنت قطر منذ اليوم الأول بأن إنهاء النزاع لا يتحقق بالقوة العسكرية، بل عبر الحوار، واحترام القانون الدولي، وسيادة الدول”.
وشددت على أن البعد الإنساني كان محوراً أساسياً في تحركات الدوحة، حيث قدّمت قطر مساعدات بقيمة 100 مليون دولار لدعم الشعب الأوكراني، شملت إعادة تأهيل البنى التحتية الصحية والتعليمية، وتوفير مياه الشرب، وإزالة الألغام، وتأهيل الأراضي الزراعية، مضيفة أن قطر قدّمت أيضاً 50 منحة دراسية للطلبة الأوكرانيين، إيماناً منها بأن التعليم هو حجر الأساس لبناء المستقبل.
كما أبرزت الدور الإنساني للدوحة في إعادة الأطفال الأوكرانيين من روسيا إلى أوكرانيا منذ عام 2023، مما أسهم في لمّ شمل مئات الأطفال مع أسرهم. وأشارت إلى أن قطر استقبلت في أبريل 2024 عدداً من العائلات الأوكرانية ضمن برنامج متكامل للرعاية والدعم، إضافة إلى دعمها لجهود توثيق المستندات وتبادل رسائل الأسرى.
واختتمت مريم الشيبي بالتأكيد على جاهزية قطر للمشاركة في أي جهود إقليمية أو دولية تهدف إلى تحقيق حلّ سلمي عاجل للأزمة، قائلة:
“ستظل قطر تدعو إلى الحوار وضبط النفس، وإبقاء قنوات التواصل مفتوحة بما يحقق الأمن والاستقرار”.



